اهلا فيكم احلى شباب شباب بمسؤليه لكم منى احلى تحية
من ثمرات الاتصال بالله عز وجل :
1 ـ نور يقذفه الله في قلب الإنسان يرى به الخير خيراً والشر شراً :
ثمار أن تصل إلى الله أو مظاهر الوصول إلى الله ، مظاهر الإقبال على الله عز وجل ، أولاً الله عز وجل يقول :
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ }
( سورة الأنعام)
حياة القلوب و اطمئنانها بذكر الله تعالى :
الإنسان بالبعد عن الله ميت ، إذا اتصل به شعر بالحياة ، الحياة الحقيقية حياة القلب ، الحياة الحقيقية حياة الاتصال بالله ، الحياة الحقيقية حياة أن يقذف في قلبك نور إلهي ترى به الخير خيراً والشر شراً ، فالآية واضحة جداً :
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ
( سورة الأنعام)
قد يموت القلب والقلب يحيا بذكر الله :
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ
( سورة الأنعام)
القلوب تحيا بذكر الله وتطمئن بذكر الله :
الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
( سورة الرعد الآية : 28 ) .
من وصل إلى الله و اصطلح معه قذف الله في قلبه نوراً يهديه إلى أفضل الأمور :
أول نقطة في الدرس علامة اتصالك بالله ، علامة إقبالك عليه ، علامة إخلاصك له ، علامة استقامتك ، أن الله عز وجل يكافئك بنور يقذفه في قلبك ترى به الخير خيراً والشر شراً ، هذه ميزة أيها الأخوة ، يصعب تصورها ، لا تقع في ورطة ، لا تقع في خطأ كبير يدمرك ، أنت مستنير بنور الله ، ترى بنور الله ، وتنطق بتوفيق الله ، وتتحرك وفق منهج الله ، أول ثمرة من ثمار اتصالك بالله أنك تشعر برؤية صحيحة ، المؤمن يملك رؤية صحيحة ، المؤمن يملك رؤية صحيحة يرى الخير خيراً والشر شراً ، يعني لا أقول معصوم لا ليس معصوماً ، لكن إن أخطأ ففي أشياء صغيرة جداً أما أن يقع في كبيرة ، أن يقع في ورطة ، تودي به إلى الدمار مستحيل ، لأنه يرى بنور الله ، لأنه ينطق بتوفيق الله له مرجع .
أيها الأخوة ، مثل بسيط أضعه بين أيديكم ، مثل افتراضي ، أب كبير ، كبير بعلمه ، باختصاصه ، وبرحمته ، وغني ، ويحرص على تربية ابنه حرصاً لا حدود له ، هيأ له أفضل مدرسة ، أفضل مكتبة ، أفضل أصدقاء ، له غرفة خاصة يتابعه في أدق التفاصيل ، ترى الطفل مهذب ، الأول في مدرسته ، أنيق في لباسه ، انظر إلى طفل آخر لا ولي له ، من مكان إلى مكان ، من بناء إلى بناء ، من مخفر إلى مخفر ، منحرف ، رث الثياب ، يسرق ، يرتكب الفواحش ، يساق إلى السجن أحياناً ، هذا لا ولي له ، اسمع الآية الآن :
ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم
( سورة محمد )
لك مرجع ، مرجعك الله ، لك كتاب مرجعك الكتاب ، لك نبي عظيم مرجعك سنته الشريفة ، أنت لك مرجع :
ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم
( سورة محمد )
أول حقيقة أن المؤمن إذا وصل إلى الله ، واصطلح معه ، وأقبل عليه ، واستقام على أمره ، وأخلص له ، يقذف الله في قلبه نوراً يريه الحق حقاً والباطل باطلاً .
من أقبل على الله قلّما يقع بأخطاء تحجبه عن المولى سبحانه :
قلما يقع المؤمن في ورطة كبيرة ، هذه الحقيقة الأولى ، قد يقول أحدكم ما الدليل ؟ الدليل هذه الآية :
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
( سورة الأنعام)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ
(سورة الحديد)
هذه أول ثمرة من ثمار الاتصال بالله ، الوصول إلى الله ، الإقبال على الله .
>>>>>>>>>>>>>>>>
2 – انتقال اهتمامات الإنسان إلى الدار الآخرة :
أيضاً العلامة الثانية فضلاً عن الرؤية الصحيحة ، العلامة الثانية تنتقل اهتماماتك إلى الدار الآخرة .
(( من أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه ، وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه ، وشتت عليه شمله ولم يؤتيه من الدنيا إلا ما قدر له )) .
( أخرجه ابن ماجة عن الترمذي ] .
أول ثمرة من ثمار الوصول إلى الله : نور يقذفه الله في قلبك ترى به الخير خيراً والشر شراً ، والثمرة الثانية أنه تنتقل اهتماماتك إلى الدار الآخرة ، لذلك الإنابة إلى دار الخلود والتأهب ليوم النشور .
>>>>>>>>>>>
3 ـ وجل القلب عند ذكر الله :
هناك علامة ثالثة ، أنا أضعكم أمام علامات دقيقة حتى الواحد يراقب نفسه ، يحاسب نفسه ، يفحص نفسه ، العلامة الثالثة وجل القلب عند ذكر الله ، الدليل :
إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
( سورة الأنفال)
يبكي المؤمن ، يضطرب قلبه ، يخفق قلبه ، إذا ذكر الله وجل قلبه يعني اضطرب ، شعر برعشة ، رعشة إيمانية نقلته إلى الله عز وجل ، الآن من علامات الوصول إلى الله أيضاً خشوع القلب عند ذكر الله :
قد أفلح المؤمنون * الذين هم فى صلاتهم خاشعون
( سورة المؤمنون ) .
الخشوع السكون ، يعني إنسان يصلي بحركات زائدة إذا صلى خشع قلبه وخشعت جوارحه ، إذا استمع إلى القرآن يخشع ويبكي ، الخشوع السكون ، والركون ، والانبساط ، الآية:
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق
( سورة الحديد ) .
بنور يقذفه في قلبك تنتقل اهتماماتك إلى الدار الآخرة قلبك يضطرب إذا ذكرت الله ، جسمك وقلبك يخشع عند ذكر الله .
>>>>>>>>>>.
4 ـ حضور القلب في الذكر والصلاة :
هناك علامة أخرى هذه العلامة حضور القلب في الذكر والصلاة ، أنا لا أقول لك إنك إن صليت لن تشرد إطلاقاً لكن المؤمن في معظم صلاته مع الله ، واقف بين يدي الله ، يناجي ربه ، يقول في صلاته سمع الله لمن حمده ، يا رب لك الحمد خلقتني ، هديتني ، أكرمتني ، سترتني ، غفرت لي ، في مناجاة ، إن أردت أن تحدث الله فادعه ، وإن أردت أن يحدثك الله فاقرأ القرآن ، إذا قرأت قوله تعالى :
وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
( سورة الإسراء)
إن أردت أن يحدثك الله فاقرأ القرآن ، وإن أردت أن تحدث ربك فادعه :
يا موسى أتحب أن تكون جليسي ؟ قال : كيف أكون يا رب جليسك وأنت رب العالمين ؟ قال أما علمت أنني جليس من ذكرني وحيث ما التمسني عبدي وجدني .
الراحة التي تأتي عقب العبادات دليل أن الإنسان موصول بالله عز وجل :
كان بعض العلماء يصفون المؤمن القريب من الله كمصباح ، البلورة صافية ، مستودع الوقود ممتلئ ، الفتيلة جاهزة ، يحتاج إلى عود ثقاب ، أما الإنسان البعيد البلورة مسودة ، والمستودع فارغ ، والفتيل محروق ، فهناك جهود كبيرة جداً حتى يصل إلى الله عز وجل ، يعني البطولة ألا يكون هناك حجاب بينك وبين الله ، لذلك عقب العبادات تشعر أنك في حال غير الحال الآخر ، عقب الصلاة في راحة ، عقب الصيام في راحة ، عقب الأذكار في راحة ، هذه الراحة التي تأتي عقب العبادات ، دليل أنك موصول بالله عز وجل .
>>>>>>>>
5 ـ من وصل إلى الله و أقبل عليه ذاق حلاوة الإيمان :
أيها الأخوة الكرام ، عندنا علامة أخرى من أروع العلامات أنك إذا وصلت إلى الله ، وأقبلت عليه ، واستقمت على أمره ، وتقربت إليه ، أذاقك الله حلاوة الإيمان ، حلاوة الإيمان شيء يصعب وصفه ، يعني بالضبط بين أن تفهم بعض حقائق الإيمان وبين أن تذوق حلاوة الإيمان مسافة كبيرة جداً ، كالفرق بين أن تقول ألف مليون و بين أن تنطق بها وبين أن تملكها ، كم هي المسافة بين أن تقول ألف مليون بين أن تمتلكها أو أن تنطق بها ؟ الدكتور محمد راتب النابلسي
الموضوع منقول لامانه